قصة نجاح إياد داود كمدرب في مجال الاستعداد والحماية في شمال الضفة الغربية
بدأت رحلتي مع المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية—REFORM كمتطوع في بداية عام 2021. وخلال هذه التجربة، أُتيحت لي فرصة المشاركة في عدة مشاريع مميزة، من بينها مشروع "يلا"، مما ساهم في تطوير مهاراتي وخبراتي في مجال العمل المجتمعي.
في مطلع عام 2024، أتيحت لي فرصة الانضمام إلى مشروع جديد بعنوان "أقران"، الممول من قبل مؤسسة المساعدات الشعبية النرويجية (NPA). يهدف المشروع إلى تعزيز الوعي حول الاستعداد والحماية في أوقات الأزمات. رغم ترددي في البداية، قررت المشاركة والتحقت بدورة تدريب المدربين (TOT) الخاصة في مجال الاستعداد والحماية في حالات الطوارئ والحماية من الذخائر المتفجرة وتقديم الإسعافات الأولية، والتي شملت موضوعين رئيسيين:
الاستعداد والحماية في حالات الطوارئ (CPP): تناول هذا الموضوع رفع وعي المجتمعات المحلية بإجراءات الاستعداد والحماية من خلال تجهيز المنازل والغرف الآمنة، تأمين الأطفال وكبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، التعرف على مفهوم حقيبة الطوارئ ومحتوياتها، بالإضافة إلى وضعيات الحماية داخل المنزل وخارجه.
كيفية التعامل الآمن مع مخلفات الحرب والذخائر المتفجرة (EORE): ركز هذا الموضوع على كيفية التعامل الآمن مع مخلفات الاحتلال من ذخائر وألغام، بما في ذلك التعرف على أنواعها، الأماكن التي قد توجد فيها، والإجراءات الواجب اتباعها عند العثور عليها، مع تحديد الجهات المختصة التي يجب التواصل معها.
بعد انخراطي المكثف في التدريب واجتيازي للامتحان، أصبحت مدرباً معتمداً لدى المؤسسة. منذ ذلك الحين، عملت على نشر الوعي حول هذين الموضوعين، حيث نفذت خمس جلسات تدريبية في محافظة قلقيلية ضمن المرحلة الأولى من مشروع "أقران".
بعد نجاحي في تنفيذ الجلسات، خضعت لتقييم من قِبل لجنة داخل المؤسسة، وتم اختياري من بين عدة مدربين للانتقال إلى المرحلة الثانية من المشروع "أقران". خلال هذه الفترة، قمت بتنفيذ إحدى عشر جلسة إضافية على المستوى المحلي في محافظة قلقيلية وتم تنفيذ جلستين في مدينة طولكرم، وتكللت جميعها بالنجاح رغم التحديات التي واجهتها أثناء التنفيذ.
ونركز ايضا في استهداف المشاركين ذوي الاحتياجات الخاصة والاعاقة ليست فقط حركية بل هناك عدة ومنها البصرية والفكرية والتنموية ولأنهم جزء لا يتجزّأ من مجتمعنا يجب علينا رفع الوعي لديهم ولدى أفراد أسرتهم من خلال جلساتنا تدريبهم على خطة إخلاء للمناطق الآمنة مع ضرورة وجود شخص قادر على التصرف معهم في داخل كل منزل.
هذه التجربة شكلت نقلة نوعية في مسيرتي، حيث انتقلت من متطوع إلى مدرب مختص في مجال (CPP and EORE). كما أكدت لي أهمية هذه التدريبات في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها فلسطين، بما في ذلك الحرب القائمة في غزة والضفة الغربية. أطمح إلى مواصلة رفع الوعي لأكبر عدد ممكن من الأفراد، إيماناً بأهمية تعزيز ثقافة الاستعداد والحماية في حالات الطوارئ وكيفية التعامل الآمن مع مخلفات الحرب والذخائر المتفجرة في مجتمعنا.